اللغة
تابعونا...
احدث العناوين الأخبار العشوائیة أکثر الأخبار مشاهدة
  • نبارك لكم ذکری ولادة السّیدة زينب الكبرى(سلام الله علیها)
  • وفاة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)
  • نبارك لکم مولد الإمام حسن بن علي العسكري عليه السلام
  • نبارك لکم مولد الرسول الاکرم (ص) وحفیده الامام الصادق(ع)
  • اسعد الله ايامكم بمناسبة حلول عيد الله الاكبر، عيد الولاية، عيد الغدير الاغر
  • اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر (عليه السلام)
  • اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى استشهاد الامام الجواد (عليه السلام)
  • نبارك لكم ذکری ولادة السّیدة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله علیها)
  • اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
  • نبارك لكم ميلاد أمل المستضعفين الإمام الحجة المهدي المنتظر عجل الله فرجه
  • نبارك لجمیع الأمة الإسلامیة لاسیما موالي أهل البیت(ع)ذکری ولادة الأقمار الثلاثة
  • اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى استشهاد باب الحوائج الإمام موسی بن جعفر الکاظم (ع)
  • نبارك لكم ذکری ولادة ذكرى ولادة امير المؤمنين (ع)
  • نبارك لكم ذکری ولادة السّیدة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله علیها)
  • نعزي بوفاة ام البنین(سلام الله علیها)
  • نبارك لکم مولد الرسول الاکرم (ص) وحفیده الامام الصادق(ع)
  • اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى وفاة الرسول الأعظم (ص) و استشهاد الإمام الحسن المجتبى (ع) و الامام علی بن موسی الرضا (ع)
  • فضيلة المشي في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في ايام الاربعين
  • اعظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب ابي الاحرار الحسين بن علي عليه السلام
  • أَسْعَدَ الله أيامكم بعيد الله الأَكبَر يوم اكمال الدين عيدالغدير الأَغَر
  • الأخبار العشوائیة

    نهني العالم الاسلامي بولادة الإمام علي بن موسی الرضا(ع)


    «غرفات من بحر الأخلاق الرضوية» 
    إنّ الأخلاق تعني: الملكات الرّاسخة في النفس توجب صدور الفعل بسهولة، وإنّها حسنة أو سيئة، وإنّ الله سبحانه هو الحسن الجميل في ذاته وصفاته وأفعاله، وإنّه الكمال المطلق، فمن تخلّق بأخلاقه جلّ جلاله وصفاته وأسمائه كان سيداً في الأخلاق الحسنة، وفي المكارم والفضائل، وإمتاز الإمام الرضا عليه آلاف التحية والثناء بأخلاقه
     الرفيعة التي تتجلى فيها أخلاق الله وأخلاق أنبيائه ورسله، فكان كجده المصطفى محمد | كلّه خلق، كما مدحه الله بذلك بقوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)  وكان خلقه القرآن، والقرآن مأدبة الله، وإنّه ليتجلّى فيه. فحياة الإمام الرضا(ع) وسيرته الطيّبة كلها أخلاق الاهية ونبويّة، ومجلی و مرآة لجمال الله و جلاله وكماله فمن یراه یها به ومن یتحدث معه یأنس به والشواهد على ذلك تفوق حدّ الإحصاء.
    إنّ رسالات السماء لتصنع القدوة الصالحة والأُسوة الحسنة للبشرية جمعاء، ومن أولئك الذين أمر الله سبحانه أن نقتدي بهديهم وأخلاقهم وسيرتهم العطرة الإمام الرضا(ع)  فإمتاز بإنسانية عملاقة إستمدها من روح رسالة السماء، وإستهوى به قلوب الناس ومودّتهم. ولقد إعترف المؤالف والمخالف بمكارم أخلاقه وأفضليته وأعلميته، وهذه نماذج ممّا يدل على حسن خلقه: 1 ـ عن أبي الصلت الهروي وياسر الخادم وغيرهما: إنّ المأمون قال للرضا(ع) : يابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك، وأراك أحق بالخلافة منّي. فقال الرضا(ع) : بالعبودية أفتخر، وبالزّهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله. واليكم نبذة يسير جداً من سيرته وأخلاقه المحمودة:
     2 ـ روى الشيخ الصدوق عن ابراهيم بن العباس أنّه قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا(ع) جفا أحداً بكلمةٍ قطّ، وما رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجليه بين يدي جليس له قطّ، ولا إتّكأ بين يدي جليس له قط، ولارأيته شتم أحداً من موإليه ومماليكه قطّ، ولا رأيته تفل قطّ، ولارأيته يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم. 
    3 ـ وروى الشيخ الكليني في الكافي بسنده: إنّه نزل بأبي الحسن الرضا(ع) ضيف، وكان جالساً عنده يحدّثه في بعض الليل، فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فزبره أبو الحسن(ع) ، ثم بادره بنفسه فأصلحه، ثم قال: إنّا قوم لا نستخدم أضيافنا. 
    فان الضيف حبيب الله وله كرامة، فكيف يستخدمه صاحب الدار، بل المفروض أن يكون هو في خدمته كما فعل الإمام أبوالحسن الرضا(ع)  فهو القدوة الصالحة قولاً وعملاً.
    4 ـ وفي رواية دخل الإمام الرضا(ع)  إلى دار مع المعتّب فنظر إلى غلمانه يعملون بالطين أوارى الدواب ـ محبسها ـ وغير ذلك، وإذا معهم أسود ليس منهم.
    فقال: ما هذا الرجل معكم؟ قالوا: يعاوننا ونعطيه شيئاً، قال: قاطعتموه على أجرته؟ ـ ويسمّى بأجرة المسمّى ـ قالوا: لا، هو يرضى منّا بما نعطيه، فأقبل عليهم وغضب لذلك غضباً شديداً، فقلت: جعلت فداك! تدخل على نفسك؟ ـ أي لِمَ تؤذي نفسك؟ ـ فقال: إني قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة ـ وهذا ممّا يشدّد الغضب إنّهم قد ذكّرهم بذلك تكراراً، ولكن مع ذلك خالفوا ـ ان يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرته، وإعلم إنّه ما من أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة ثم زدته لذلك الشيء ثلاثة أضعاف على أجرته ـ المسمّاة بأجرة المثل ـ إلاّ ظنّ إنّك نقصته أجرته، وإذا قاطعته ثم أعطيته أجرته حمدك على الوفاء، فان زدته حبّةً عرف ذلك لك ـ أي يرى ذلك انه من معروفك فيشكرك ـ ورأى إنّك قد زدته. سبحان الله ما أروع ما قاله الإمام وما فعله، فإنّه يحكي عن نفوس الناس من أعماقهم، وقد أعطى بذلك درساً في علم النفس، ودرساً في حقوق العمّال، ودرساً في الوفاء والجود، وهكذا دروس وعبر يقف عليها الألمعي، فارجع البصر كرّة أُخرى لتقف على ما أقوله كما جربت ذلك مع الناس، فوجدته حقاً، فكم جرى النزاع مع من لم تقاطعه في الأُجرة، وكم شكرك حينما قاطعته وزت عليه درهماً، فلابد من التعاقد بين العامل وربّ العمل، من تسمية الأُجرة والمقاطعة على الأجرة المعلومة، يضمن حق الطرفين دون نزاع أو خلاف. 
    إضاءات رضوية: أختم بمجموعة رائعة من مواعظ الإمام الرضا(ع)  ومن أقواله وحكمه المضيئة وكلماته البليغة التي عالج فيها مزيداً من الأبعاد الفردية والإجتماعية والأخلاقية والتربوية والتعليميّة، بإسلوب متين مقرون بالبلاغة والفصاحة مع ايجاز في الكلام غير مخلّ، بل كانت كلماته من جوامع الكلم التي أتاه الله ذلك، كما أفاض على آبائه وأولاده المعصومين^ فشملت كلماته جوانب الحياة وهي بمجموعها توجب السعادة في الدنيا والآخرة لمن التزم بها وطبقها في حياته، وتحلّى بها في معتقداتة وسلوكه ليكون بذلك منسجماً مع مبادئ الإسلام قولاً وعملاً. 
    . وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.