تصنیف المقالات
احدث المقالات
المقالات العشوایئة
المقالات الاکثرُ مشاهدة
احدث المقالات
المقالات العشوایئة
المقالات الاکثرُ مشاهدة
ما رأي سماحتكم في محمد بن سنان هل هو ثقة أم لا؟
هو ثقة بالمعنى الذي الأخوة يتصورونه مثلاً أنّه يكذب، هذا الأمر بعيد يعني هو رجل مشهور في الكوفة ويعد من المشاهير من أصحاب الأئمة^ ويروي تراث الأصحاب وكبار الأصحاب حتى أمثال أحمد البرقي وأحمد الأشعري، جملة من الأخوة يتصورون قيل في حقه كذا يعني يكذب، أصولاً شأنه أجل من ذلك.
الإشكال كان في جهة أُخرى: في ذلك الزمان بدأوا بضوابط علمية في
ضبط الحديث وفي تنقية الحديث وفي تصحيح الحديث، يعني تقريباً صار علم الحديث علماً مستقلاً له ضوابط معينة، مثلاً إذا فرضنا أنهم إذا كانوا يعلمون أنّ هذا الكتاب للبزنطي، يعلم جزماً أنّ الكتاب له لكن اشتراه من السوق مثلاً أو أخذه من أحد الإخوة ولم يسمعه من البزنطي فكان هذا خلاف بين علماء الحديث من الشيعة والسنة فمنهم من كان يقول إذا أخذته من نحو الوجادة أو اشتريته من السوق ـ بتعبير آخر ـ لا تقل حدثني فلان بل قل وجدت في كتاب بعضهم، وهناك من يقول لا تقل حدثني لكن لك أن تقول عن فلان، فكان هُنالك خلاف بين أعلام الحديث أنه إذا كان بنحو الوجادة ونعلم أن الكتاب لهم كما تنقلون من الكافي وأنتم لم تسمعوا الكافي، فقط الكافي موجود في السوق وأنتم إشتريتم كتاب الكافي وتنقلون منه فماذا تقولون؟
كان بعضهم يقولون يجوز لنا أن نقول حدثني مثلاً البيزنطي، بعضهم يقول لا هذا لا يجوز لكن لنا أن نقول عن البيزنطي ويُعبر عنه بمصطلح الحديث العنعنة أو بعبارة فنية عندهم العنعنة أعم من السماع، هذا رأي كان في الحديث عند السنة وعند الشيعة ولكن الرأي المشهور السائد أكثر من 95% أنّه لا يجوز ـ لا بصيغة التحديث ولا بصيغة العنعنة ـ لابد أن تقول وجدت في كتاب، فهُناك بعض الأشخاص كان مذهبهم الحديثي هكذا وليس أنهم كذبوا، كان مذهبهم الحديثي أن يقول عن فلان وحدثني فلان ولو كان بنحو الوجادة، فهذا كانوا يقولون عنه أنّه ضعيف في الحديث ـ ليس أنّه ضعيف بل ضعيف في الحديث ـ يعني هذا المبنى ضعيف، أصولاً الإنسان لابّد أن يفرق بين تعبير الحديث والوجادة والعنعنة.
فبعضهم يقول هذا كذاب يعني يكذب عندما يقول عن البيزنطي وهو لم يسمع منه، فلم يكن الكذب كما تتصورون كمثل الآن متعارف الكذب السياسي يكذبون ليلاً ونهاراً، لا شأنه أجل من ذلك، وموجود في الكشي أنّ محمد بن سنان قال قبيل موته (كُل ما حدثتكم به كانت كتب قد أشتريتها من السوق).
فكان الإشكال: لماذا تقول عن فلان قُل وجدته في كتابه، فهو لا يكذب، النسخة معروفة ومتداولة في الكوفة وهو من أهل الكوفة.
وهُنالك جماعة من أصحابنا كانت لهم ميول غلى خطوط باطنية، إلى خطوط مثلاً جهادية وإلى قضايا سياسية وإلى تحرك سياسي هذا التحرك السياسي لبعض الجهات كان يُسمى بالغلو، هذا في الواقع نوع من الغلو السياسي فكانوا يتحركون يعني على أساس أنّ الولاية والحكومة والخلافة تصل بيد أهل البيت سلام الله عليهم، ومثل هذه الجماعة الآن موجودين وفي كل مكان موجودين في الحجاز وفي الخليج وفي إيران موجودين متشددين أو نسميه بالإسلامي الأصولي فهذا قد كان يطلق غلو، وعليه صار إشتباه بأنه غلو في العقيدة، لم يكن عندهم غلو عقائدي يعني ليس لديهم غلو بالنسبة للأئمة يقولون بأنّهم إلههم مثلاً، لأنّ الغلو أصولاً أساساً قسمان: غلو عقائدي يجعل الأئمة آلهة، وغلو عملي ـ الغلو العملي عبارة عن ترك الواجبات وإتيان المحرمات بداع نوع من التأويل فكانوا يتركون الصلاة والصوم ويأتون بشرب الخمر والزنا وما شابه ذلك، فـ التأويل معروف عندهم «إذا عرفت الإمام فأصنع ما شئت» هذا شعار الغلو ـ هذا الغلو والإنحراف العملي.
فكان هناك لوازم لخط الغلو السياسي، من جملة اللوازم يعني هؤلاء الذين لديهم غلو سياسسي كان لديهم حركات مسلحة ومنظمة، نحو من التنظيم لمحاربة الدولة وإقامة الدولة لأهل البيت سلام عليهم، وأهل البيت لم يكونوا يرون هذا الشيء فلم يكن لديهم إيمان بالعمل المسلح.
أبو الخطاب رجل فاسد ورأس الغلو خرج في الكوفة بشعار لبيك يا جعفر، وكان معه حوالي سبعين نفر خرجوا من مسجد الكوفة على أساس يحاربون الدولة ويؤسسون دولة الحق، وعند باب المسجد الشرطة هجمت عليهم وقتلوا بأجمعهم إلا واحد منهم هو أبو خديجة سالم بن مكرم كان بين القتلى وهو جريح فتصوروا أنه مقتول وفي الليل هناك من لاحظه وأنقذه، لاحظوا إنسان يضحي بنفسه «لبيك يا جعفر» والإمام الصادق يلعنه دائماً، طبعاً أبو الخطاب كان أيضاً منحرف عقائدياً لأنه يقول جعفر إله مع النبي فإنحراف عقائدي لديه أيضاً، ومضاف إلى ذلك إنحراف عملي ومضاف إلى ذلك جانب سياسي بالقيام المسلح.
فلذا هذا صار سبب أن جملة من الأشخاص الذين هم ثقات ومتدينين ومؤمنين ومخلصين وكان لهم حركة سياسية على أساس أنه يتحركوا لإيصال الحكومة إلى أهل البيت^، الإمام الصادق بالخصوص كان هدفه أن يثبت نحن لا نؤمن بهذه الخلافة الظاهرية لكن أيضاً لا نؤمن بالعمل المسلح، لا نريد القيام كالخوارج والزيدية فطريقتنا ليست العمل المسلح ولا العمليات المسلحة ضد النظام، فلذا حدث هناك شيء آخر بإسم الغلو وهو نوع من الغلو السياسي.
خط الغلو هذا عمل له تراث، تدريجاً من زمن المفضل وجابر بدأوا يجمعوا لهم تراث، كما الآن بعض الحركات الدينية المتطرفة عندهم كُتب ومجلات، فتدريجاً حصل تراث من خط الغلو في قبال تراث خط الإعتدال مثلاً زرارة ومحمد بن مسلم في خط الإعتدال، جابر بن يزيد والفضل في خط الغلو، محمد بن سنان ومحمد بن العمري في خط الغلو.
لاحظوا في كل زمان، فلذا تارة يقال هؤلاء خط الغلو بهذه النكتة يعني تراث خط الغلو، نحن بما إننا شرحنا مثل هذه الأمور مفصلة بشكل لم أجد الآن حالياً في كتاب وفي مورد، شرحناه مفصلاً وإذا صار مجال آخر نشرحه لكن إجمالاً نقول:
خط الغلو كخط فكري سياسي إجتماعي بدأ في زمن الإمام الصادق، وتقريباً نعرف أنّ أول واجهة له هو جابر بن يزيد الجعفي ـ ذكر أنه أدرك الإمام الباقر ولكن الظاهر أنه أدرك الإمام السجاد سلام الله عليهم ـ لكن نشاطه الإجتماعي وحركته الإجتماعية بروزها في زمن الإمام الصادق ثم مفضل بن عمر الجعفي ثم بن خنيس الجعفي وهؤلاء أيضاً تدريجاً صار لهم تراث ـ الآن يُنسب إلى المفضل تراث ـ فتدريجاً نستطيع أن نقول من سنة 120 أو 115 في زمن الإمام الصادق بدأ خط الغلو بتهيئة التراث، يعني غالباً بعد قيام زيد ـ قيام زيد كان سنة 121 هـ بدأ هذا الخط «الغلو السياسي» إلى أن وصل الأمر إلى بني العباس سنة 132 هـ، يعني إحدى عشر عاماً صار تحرك في الكوفة، فجملة من الشيعة قالوا إن زيد قام بالسيف ونحن نقوم بالسيف فبدأ الغلو، ومن جملة الأمور هذا الخط صار عنده تراث من سنة مائة وعشرين تقريباً بدأوا بالظهور وصار لهم تراث وتقريباً نستطيع أن نقول سنة ثلاثمائة أضمحل تراثهم ووجودهم ككيان مستقل أضمحل وتراثهم ليس كله باطل ففيه الصحيح، والشيخ الكليني رحمه الله أورد طائفة من تراث خط الغلو في كتابه الكافي ولعل الأصحاب فيما بعد رأوا أنّ هذا أحسن شيء في تراث الغلو والباقي كانوا يقولون فيه روايات غير معقولة وروايات غير مناسبة.
فيمكننا القول هذا الخط في حدود المئتين سنة إلّا عشرين كان له بروز أما من بعد الكليني لم يكن لدينا تراث يمكن عنونته أو تسميته أنه لخط الغلو، قد يكون هناك بعض الأخبار لها ميول إلى روايات مفضل وجابر وكذا وأوردوها ولكن كخط علمي نستطيع أن نجعله في قبال خط الإعتدال ليس لدينا، فمحمد بن سنان من المؤلفين الكبار في خط الغلو ولكن ليس معنى ذلك أنه كان كذاب ولا أنه منحرف ولا أنه خارج عن طريقة أهل البيت فهذا إشتباه حصل في البين.
ولذا تراث خط الغلو يحتاج إلى دقة أكثر، نحن الآن بينا تراث خط الإعتدال وفيه نتوقف، لكن توقف في تراث مثلاً زرارة ومحمد بن مسلم قليل لكن في تراث محمد بن سنان أكثر.
مورد الإشكال: أن هذا صار شهرة في الكتب خصوصاً نسب إلى فضل بن شاذان أنه قال: الكذابون المشهورون خمسة (الصيرفي، أبو سميرة، محمد بن سنان...) فتصوروا أنه قال بأن هؤلاء كذابين بالمعنى المتبادر للذهن، لا وإنما المراد بالكذب أنه ضعيف في الحديث وليس بكذب ـ هذا إشتباه حدث ـ، وهذا بحث طويل تعرضت له حتى أحد فضلاء الأحساء الشيخ الفضلي من قبل أعوام كان يتحير ويقول هذا بعيد كثيراً وعجيب فذكرت له شواهد، على أي إبتداء سيكون المعنى غريب أن يكون المراد بضعيف في الحديث يعني عند بعضهم الكذب، لكن هذا المعنى يكذب عند بعضهم يعني عندما يقول عن هذه العنعنة ليست سماع ولابّد أن تكون العنعنة مع السماع لأن العنعنة مساوغة للسماع وهذا مبني جملة من الأعلام، ولكن جملة آخرين كانوا يرون بأنه العنعنة تساوغ السماع. مثلاً أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري كان في غاية الجلالة والعظمة والتحليل العلمي والنكتة العلمية والإلتزام بضوابط الحديث والتحديث، في قبال ذلك نرى أن أحمد الأشعري يكذب سهل بن زياد، لماذا؟؟!! أحمد لأنّ أحمد الأشعري من قم سافر إلى الكوفة لتحمل التراث وسهل من قم سافر إلى الكوفة لتحمل التراث، فتجد مثلاً يروي عن الوشاء وسهل يروي عن الوشاء وأحمد يروي عن البزنطي وسهل يروي عن البزنطي، ولما كان أحمد في غاية الدقة والورع في هذه الجهات فلما يقول النجاشي شهد عليه أحمد بالكذب لعل مراد أحمد أن هذا كان يكذب هذا المعنى: أن أحمد يقول أن ما يرويه سهل مثلاً من تراث الوشاء ليس دقيقاً هو أخذه بنحو الوجادة وليس بكذب، له هذا المبنى العلمي وطبعاً مبني علمي ضعيف. مثلاً أحمد ينقل لنا فيقول: أنا كنت ليلة عند الوشاء فطلبت منه أن يحدثني بكتاب أبان بن عثمان فأتى بالكتاب قلت لا حتى أسمع منك الكتاب ـ أنظر إلى دقته، قال: خذ الكتاب معك وغداً تعال لسماع الكتاب، فقال أحمد: لا، أنا لا أخذه لأنه أنا أخاف على نفسي فأنا الآن إن أخذت الكتاب معي إلى البيت ـ إلى الجماعة التي معه من قم مثلاً، لأنه كان مسافراً ولم يكن من أهل الكوفة ـ مثلاً أفرض بأنه جاءني الأجل في هذه الليلة عندها الذين معي يأخذون الكتاب إلى قم بعنوان أنني سمعته منك فيحصل فيه خلط فلا أريد أن أخذ الكتاب منك وأنا لم أسمعه، غدا أرجع إليك استمع للكتاب ثم أخذه معي إلى الجماعة، هذا الرجل الذي عنده هذا المقدار من الوسوسة يرمي سهل بن زياد بالكذب. لابّد أن يُعرف أن جملة من الرجال الذين قيل في حقهم كذاب أن المراد هذا المعنى، فلا يحسبون مثل الكذابين الذي في زماننا الآن موجودين كالسياسيين مثلاً ـ لا لم يكن الأمر كذلك، المراد بذلك حسب المصطلح الحديثي، وهذا ليس كذباً لأنّ المسألة خلافية فمنهم من يعتقد أنه إذا علمنا نسبة الكتاب إلى بإمكاننا أن نروي عنه بصيغة العنعنة وهذا مبني علمي فلا يقال كذب هذا الرجل.
وهذا المبنى العلمي ليس خاص بخط الغلو بل من كلا الطريقين وأيضاً موجود عند السنة، هذه شبهة كانت كثيراً موجودة عالقة بالأذهان.
فمحمد بن سنان بالنسبة إلى وثاقته وديانته هذا لا إشكال فيه، طبعاً يحتمل عنده بعض الروايات العجيبة التي في فضائل أهل البيت وإنصافاً أهل البيت لهم فضائل غريبة فأهل البيت قد يتحير الإنسان في مقامهم كما في الروايات عن رسول الله‘: إذا أذكر فضل أمير المؤمنين لا يمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمه، فأهل البيت لهم درجة عالية ومن نُسب إلى الغلو مثل محمد بن سنان والمفضل بن عمرأنا في تصوري ليس من الغلو في حقهم بل هذا من غلو شأنهم لأنّ شؤون أهل البيت شؤون عالية جداً، فلعل أمثال محمد بن سنان أو المفضل بن عمر من شدة الولاء ومن شدة الحب لأهل البيت سلام الله عليهم إذا سمعوا كلمة عندما يريدون أن ينقلوها يصوروها بصورة عظيمة ومهمة، ولعلهم يعتمدون على الكلام الذي يسمعونه من عامة الناس ثم ينسبونه لأهل البيت، مثلاً الآن أقول لكم قال السيد الخوئي كذا ستسألونني: هل سمعت هذا من السيد الخوئي؟ لا، سمعت من السيد السيستاني دام عزه ـ وهذا الشيء متعارف ـ، فلعلهم أيضاً ينسبون إلى الإمام في الوقت الذي سمعوه من الشخص الآخر.
http://www.altabliq.com/arabic/book/69/960/
هو ثقة بالمعنى الذي الأخوة يتصورونه مثلاً أنّه يكذب، هذا الأمر بعيد يعني هو رجل مشهور في الكوفة ويعد من المشاهير من أصحاب الأئمة^ ويروي تراث الأصحاب وكبار الأصحاب حتى أمثال أحمد البرقي وأحمد الأشعري، جملة من الأخوة يتصورون قيل في حقه كذا يعني يكذب، أصولاً شأنه أجل من ذلك.
الإشكال كان في جهة أُخرى: في ذلك الزمان بدأوا بضوابط علمية في
ضبط الحديث وفي تنقية الحديث وفي تصحيح الحديث، يعني تقريباً صار علم الحديث علماً مستقلاً له ضوابط معينة، مثلاً إذا فرضنا أنهم إذا كانوا يعلمون أنّ هذا الكتاب للبزنطي، يعلم جزماً أنّ الكتاب له لكن اشتراه من السوق مثلاً أو أخذه من أحد الإخوة ولم يسمعه من البزنطي فكان هذا خلاف بين علماء الحديث من الشيعة والسنة فمنهم من كان يقول إذا أخذته من نحو الوجادة أو اشتريته من السوق ـ بتعبير آخر ـ لا تقل حدثني فلان بل قل وجدت في كتاب بعضهم، وهناك من يقول لا تقل حدثني لكن لك أن تقول عن فلان، فكان هُنالك خلاف بين أعلام الحديث أنه إذا كان بنحو الوجادة ونعلم أن الكتاب لهم كما تنقلون من الكافي وأنتم لم تسمعوا الكافي، فقط الكافي موجود في السوق وأنتم إشتريتم كتاب الكافي وتنقلون منه فماذا تقولون؟
كان بعضهم يقولون يجوز لنا أن نقول حدثني مثلاً البيزنطي، بعضهم يقول لا هذا لا يجوز لكن لنا أن نقول عن البيزنطي ويُعبر عنه بمصطلح الحديث العنعنة أو بعبارة فنية عندهم العنعنة أعم من السماع، هذا رأي كان في الحديث عند السنة وعند الشيعة ولكن الرأي المشهور السائد أكثر من 95% أنّه لا يجوز ـ لا بصيغة التحديث ولا بصيغة العنعنة ـ لابد أن تقول وجدت في كتاب، فهُناك بعض الأشخاص كان مذهبهم الحديثي هكذا وليس أنهم كذبوا، كان مذهبهم الحديثي أن يقول عن فلان وحدثني فلان ولو كان بنحو الوجادة، فهذا كانوا يقولون عنه أنّه ضعيف في الحديث ـ ليس أنّه ضعيف بل ضعيف في الحديث ـ يعني هذا المبنى ضعيف، أصولاً الإنسان لابّد أن يفرق بين تعبير الحديث والوجادة والعنعنة.
فبعضهم يقول هذا كذاب يعني يكذب عندما يقول عن البيزنطي وهو لم يسمع منه، فلم يكن الكذب كما تتصورون كمثل الآن متعارف الكذب السياسي يكذبون ليلاً ونهاراً، لا شأنه أجل من ذلك، وموجود في الكشي أنّ محمد بن سنان قال قبيل موته (كُل ما حدثتكم به كانت كتب قد أشتريتها من السوق).
فكان الإشكال: لماذا تقول عن فلان قُل وجدته في كتابه، فهو لا يكذب، النسخة معروفة ومتداولة في الكوفة وهو من أهل الكوفة.
وهُنالك جماعة من أصحابنا كانت لهم ميول غلى خطوط باطنية، إلى خطوط مثلاً جهادية وإلى قضايا سياسية وإلى تحرك سياسي هذا التحرك السياسي لبعض الجهات كان يُسمى بالغلو، هذا في الواقع نوع من الغلو السياسي فكانوا يتحركون يعني على أساس أنّ الولاية والحكومة والخلافة تصل بيد أهل البيت سلام الله عليهم، ومثل هذه الجماعة الآن موجودين وفي كل مكان موجودين في الحجاز وفي الخليج وفي إيران موجودين متشددين أو نسميه بالإسلامي الأصولي فهذا قد كان يطلق غلو، وعليه صار إشتباه بأنه غلو في العقيدة، لم يكن عندهم غلو عقائدي يعني ليس لديهم غلو بالنسبة للأئمة يقولون بأنّهم إلههم مثلاً، لأنّ الغلو أصولاً أساساً قسمان: غلو عقائدي يجعل الأئمة آلهة، وغلو عملي ـ الغلو العملي عبارة عن ترك الواجبات وإتيان المحرمات بداع نوع من التأويل فكانوا يتركون الصلاة والصوم ويأتون بشرب الخمر والزنا وما شابه ذلك، فـ التأويل معروف عندهم «إذا عرفت الإمام فأصنع ما شئت» هذا شعار الغلو ـ هذا الغلو والإنحراف العملي.
فكان هناك لوازم لخط الغلو السياسي، من جملة اللوازم يعني هؤلاء الذين لديهم غلو سياسسي كان لديهم حركات مسلحة ومنظمة، نحو من التنظيم لمحاربة الدولة وإقامة الدولة لأهل البيت سلام عليهم، وأهل البيت لم يكونوا يرون هذا الشيء فلم يكن لديهم إيمان بالعمل المسلح.
أبو الخطاب رجل فاسد ورأس الغلو خرج في الكوفة بشعار لبيك يا جعفر، وكان معه حوالي سبعين نفر خرجوا من مسجد الكوفة على أساس يحاربون الدولة ويؤسسون دولة الحق، وعند باب المسجد الشرطة هجمت عليهم وقتلوا بأجمعهم إلا واحد منهم هو أبو خديجة سالم بن مكرم كان بين القتلى وهو جريح فتصوروا أنه مقتول وفي الليل هناك من لاحظه وأنقذه، لاحظوا إنسان يضحي بنفسه «لبيك يا جعفر» والإمام الصادق يلعنه دائماً، طبعاً أبو الخطاب كان أيضاً منحرف عقائدياً لأنه يقول جعفر إله مع النبي فإنحراف عقائدي لديه أيضاً، ومضاف إلى ذلك إنحراف عملي ومضاف إلى ذلك جانب سياسي بالقيام المسلح.
فلذا هذا صار سبب أن جملة من الأشخاص الذين هم ثقات ومتدينين ومؤمنين ومخلصين وكان لهم حركة سياسية على أساس أنه يتحركوا لإيصال الحكومة إلى أهل البيت^، الإمام الصادق بالخصوص كان هدفه أن يثبت نحن لا نؤمن بهذه الخلافة الظاهرية لكن أيضاً لا نؤمن بالعمل المسلح، لا نريد القيام كالخوارج والزيدية فطريقتنا ليست العمل المسلح ولا العمليات المسلحة ضد النظام، فلذا حدث هناك شيء آخر بإسم الغلو وهو نوع من الغلو السياسي.
خط الغلو هذا عمل له تراث، تدريجاً من زمن المفضل وجابر بدأوا يجمعوا لهم تراث، كما الآن بعض الحركات الدينية المتطرفة عندهم كُتب ومجلات، فتدريجاً حصل تراث من خط الغلو في قبال تراث خط الإعتدال مثلاً زرارة ومحمد بن مسلم في خط الإعتدال، جابر بن يزيد والفضل في خط الغلو، محمد بن سنان ومحمد بن العمري في خط الغلو.
لاحظوا في كل زمان، فلذا تارة يقال هؤلاء خط الغلو بهذه النكتة يعني تراث خط الغلو، نحن بما إننا شرحنا مثل هذه الأمور مفصلة بشكل لم أجد الآن حالياً في كتاب وفي مورد، شرحناه مفصلاً وإذا صار مجال آخر نشرحه لكن إجمالاً نقول:
خط الغلو كخط فكري سياسي إجتماعي بدأ في زمن الإمام الصادق، وتقريباً نعرف أنّ أول واجهة له هو جابر بن يزيد الجعفي ـ ذكر أنه أدرك الإمام الباقر ولكن الظاهر أنه أدرك الإمام السجاد سلام الله عليهم ـ لكن نشاطه الإجتماعي وحركته الإجتماعية بروزها في زمن الإمام الصادق ثم مفضل بن عمر الجعفي ثم بن خنيس الجعفي وهؤلاء أيضاً تدريجاً صار لهم تراث ـ الآن يُنسب إلى المفضل تراث ـ فتدريجاً نستطيع أن نقول من سنة 120 أو 115 في زمن الإمام الصادق بدأ خط الغلو بتهيئة التراث، يعني غالباً بعد قيام زيد ـ قيام زيد كان سنة 121 هـ بدأ هذا الخط «الغلو السياسي» إلى أن وصل الأمر إلى بني العباس سنة 132 هـ، يعني إحدى عشر عاماً صار تحرك في الكوفة، فجملة من الشيعة قالوا إن زيد قام بالسيف ونحن نقوم بالسيف فبدأ الغلو، ومن جملة الأمور هذا الخط صار عنده تراث من سنة مائة وعشرين تقريباً بدأوا بالظهور وصار لهم تراث وتقريباً نستطيع أن نقول سنة ثلاثمائة أضمحل تراثهم ووجودهم ككيان مستقل أضمحل وتراثهم ليس كله باطل ففيه الصحيح، والشيخ الكليني رحمه الله أورد طائفة من تراث خط الغلو في كتابه الكافي ولعل الأصحاب فيما بعد رأوا أنّ هذا أحسن شيء في تراث الغلو والباقي كانوا يقولون فيه روايات غير معقولة وروايات غير مناسبة.
فيمكننا القول هذا الخط في حدود المئتين سنة إلّا عشرين كان له بروز أما من بعد الكليني لم يكن لدينا تراث يمكن عنونته أو تسميته أنه لخط الغلو، قد يكون هناك بعض الأخبار لها ميول إلى روايات مفضل وجابر وكذا وأوردوها ولكن كخط علمي نستطيع أن نجعله في قبال خط الإعتدال ليس لدينا، فمحمد بن سنان من المؤلفين الكبار في خط الغلو ولكن ليس معنى ذلك أنه كان كذاب ولا أنه منحرف ولا أنه خارج عن طريقة أهل البيت فهذا إشتباه حصل في البين.
ولذا تراث خط الغلو يحتاج إلى دقة أكثر، نحن الآن بينا تراث خط الإعتدال وفيه نتوقف، لكن توقف في تراث مثلاً زرارة ومحمد بن مسلم قليل لكن في تراث محمد بن سنان أكثر.
مورد الإشكال: أن هذا صار شهرة في الكتب خصوصاً نسب إلى فضل بن شاذان أنه قال: الكذابون المشهورون خمسة (الصيرفي، أبو سميرة، محمد بن سنان...) فتصوروا أنه قال بأن هؤلاء كذابين بالمعنى المتبادر للذهن، لا وإنما المراد بالكذب أنه ضعيف في الحديث وليس بكذب ـ هذا إشتباه حدث ـ، وهذا بحث طويل تعرضت له حتى أحد فضلاء الأحساء الشيخ الفضلي من قبل أعوام كان يتحير ويقول هذا بعيد كثيراً وعجيب فذكرت له شواهد، على أي إبتداء سيكون المعنى غريب أن يكون المراد بضعيف في الحديث يعني عند بعضهم الكذب، لكن هذا المعنى يكذب عند بعضهم يعني عندما يقول عن هذه العنعنة ليست سماع ولابّد أن تكون العنعنة مع السماع لأن العنعنة مساوغة للسماع وهذا مبني جملة من الأعلام، ولكن جملة آخرين كانوا يرون بأنه العنعنة تساوغ السماع. مثلاً أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري كان في غاية الجلالة والعظمة والتحليل العلمي والنكتة العلمية والإلتزام بضوابط الحديث والتحديث، في قبال ذلك نرى أن أحمد الأشعري يكذب سهل بن زياد، لماذا؟؟!! أحمد لأنّ أحمد الأشعري من قم سافر إلى الكوفة لتحمل التراث وسهل من قم سافر إلى الكوفة لتحمل التراث، فتجد مثلاً يروي عن الوشاء وسهل يروي عن الوشاء وأحمد يروي عن البزنطي وسهل يروي عن البزنطي، ولما كان أحمد في غاية الدقة والورع في هذه الجهات فلما يقول النجاشي شهد عليه أحمد بالكذب لعل مراد أحمد أن هذا كان يكذب هذا المعنى: أن أحمد يقول أن ما يرويه سهل مثلاً من تراث الوشاء ليس دقيقاً هو أخذه بنحو الوجادة وليس بكذب، له هذا المبنى العلمي وطبعاً مبني علمي ضعيف. مثلاً أحمد ينقل لنا فيقول: أنا كنت ليلة عند الوشاء فطلبت منه أن يحدثني بكتاب أبان بن عثمان فأتى بالكتاب قلت لا حتى أسمع منك الكتاب ـ أنظر إلى دقته، قال: خذ الكتاب معك وغداً تعال لسماع الكتاب، فقال أحمد: لا، أنا لا أخذه لأنه أنا أخاف على نفسي فأنا الآن إن أخذت الكتاب معي إلى البيت ـ إلى الجماعة التي معه من قم مثلاً، لأنه كان مسافراً ولم يكن من أهل الكوفة ـ مثلاً أفرض بأنه جاءني الأجل في هذه الليلة عندها الذين معي يأخذون الكتاب إلى قم بعنوان أنني سمعته منك فيحصل فيه خلط فلا أريد أن أخذ الكتاب منك وأنا لم أسمعه، غدا أرجع إليك استمع للكتاب ثم أخذه معي إلى الجماعة، هذا الرجل الذي عنده هذا المقدار من الوسوسة يرمي سهل بن زياد بالكذب. لابّد أن يُعرف أن جملة من الرجال الذين قيل في حقهم كذاب أن المراد هذا المعنى، فلا يحسبون مثل الكذابين الذي في زماننا الآن موجودين كالسياسيين مثلاً ـ لا لم يكن الأمر كذلك، المراد بذلك حسب المصطلح الحديثي، وهذا ليس كذباً لأنّ المسألة خلافية فمنهم من يعتقد أنه إذا علمنا نسبة الكتاب إلى بإمكاننا أن نروي عنه بصيغة العنعنة وهذا مبني علمي فلا يقال كذب هذا الرجل.
وهذا المبنى العلمي ليس خاص بخط الغلو بل من كلا الطريقين وأيضاً موجود عند السنة، هذه شبهة كانت كثيراً موجودة عالقة بالأذهان.
فمحمد بن سنان بالنسبة إلى وثاقته وديانته هذا لا إشكال فيه، طبعاً يحتمل عنده بعض الروايات العجيبة التي في فضائل أهل البيت وإنصافاً أهل البيت لهم فضائل غريبة فأهل البيت قد يتحير الإنسان في مقامهم كما في الروايات عن رسول الله‘: إذا أذكر فضل أمير المؤمنين لا يمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمه، فأهل البيت لهم درجة عالية ومن نُسب إلى الغلو مثل محمد بن سنان والمفضل بن عمرأنا في تصوري ليس من الغلو في حقهم بل هذا من غلو شأنهم لأنّ شؤون أهل البيت شؤون عالية جداً، فلعل أمثال محمد بن سنان أو المفضل بن عمر من شدة الولاء ومن شدة الحب لأهل البيت سلام الله عليهم إذا سمعوا كلمة عندما يريدون أن ينقلوها يصوروها بصورة عظيمة ومهمة، ولعلهم يعتمدون على الكلام الذي يسمعونه من عامة الناس ثم ينسبونه لأهل البيت، مثلاً الآن أقول لكم قال السيد الخوئي كذا ستسألونني: هل سمعت هذا من السيد الخوئي؟ لا، سمعت من السيد السيستاني دام عزه ـ وهذا الشيء متعارف ـ، فلعلهم أيضاً ينسبون إلى الإمام في الوقت الذي سمعوه من الشخص الآخر.
http://www.altabliq.com/arabic/book/69/960/